ارفع رأسك

بسمه تعالى 
ارفع رأسك يا اخي في لبنان، في فلسطين، في العراق، في كل عالمنا العربي المترامي الاطراف، فوقفة العز التي سطرها ويسطرها المقاومون الابطال في جنوب لبنان، تساوي كل وجودنا، انه التحدي، الذي حقق لنا نصر التحرير، هو التحدي ذاته اليوم الذي سيحقق وحده تحرير اسرانا الابطال في السجون الاسرائيلية، ويؤكد ان انساننا غالٍ لا يحق لأي كان تركه مستفرداً لمصيره في معتقلات الارهاب الى ما شاء الله. 

  

في الظروف العادية يجوز لمن له رأي ان يناقش فيه ويدعو له، ولكن والمواجهة اختارها العدو الصهيوني وقبلت المقاومة التحدي ولقنته درساً موجعاً، يبقى الموقف الوحيد المسموح هو التضامن الوطني، هو الوقوف وقفة الرجل الواحد في مؤازرة ابطالنا الذين يدافعون عن شرفنا وعزتنا وكرامتنا، لنترك جانباً التنظير وإطلاق المواقف والاستنتاجات والمواعظ الدونكيشوتية، فهذا ليس اليوم اوانها، فطالما ان العدوان الاسرائيلي يتمادى في جرائمه الارهابية، فالموقف يجب ان يكون واحداً في مسؤوليته عن التصدّي لهذا العدوان بكل الوسائل المتاحة، ولو بالكلمة، اذا تعذرت الوسائل الاخرى. 

  

صحيح ان هذا العدوان الجديد قد يؤثر على موسم الاصطياف والسياحة الذي انبأت تباشيره انه سيكون مزدهراً هذا العام، والبلد اليوم بأحوج ما يكون الى ما يفترض ان يوفره من ازدهار. صحيح ان اللبنانيين يعلقون على هذا الموسم الآمال في التخفيف من ازماتنا الاقتصادية والمعيشية. 

  

صحيح كل ذلك وهو جزء من الكارثة التي تحاول اسرائيل دوماً ان تعمق جذور ازماتنا، بسبب او من دون سبب، وهي عودتنا على مدار عقود انها لا تعوزها التبريرات الملفقة للتمادي في تحقيق هذا الهدف. 

  

انه قدرنا الذي لا مفر لنا منه، ولكننا في المقابل نملك بمقاومتنا وسيلة الردع التي خبرناها جيداً وأثبتت جدواها وفعاليتها، لذلك لا خيار لنا اليوم سوى استعمال هذه الوسيلة، اي المقاومة، في مواجهة هذا العدوان المتمادي. 

  

على كل، انها المواجهة التي فرضت علينا ولن نهرب منها ولن نطمر رؤوسنا كالنعامة في الرمال، بل علينا ان نحمل دماءنا بركان غضب مقاوم نزلزل به الارض تحت أقدام جيش العدوان، اذا تجرأ اختراق الخط الازرق. انها دعوة الى وقفة العز التي وحدها ترعب هذا العدو الارهابي.